هجرة إعلاميّة من القنوات اللبنانيّة… والمستقبل للأونلاين
منذ تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، والمؤسسات الإعلامية المحلية تعاني شحاً في الإعلانات أدى إلى تقليص رواتب موظفيها واحتسابها على سعر ١٥٠٠ ليرة للدولار، ما دفع بالعديد من الإعلاميين إلى الهجرة من لبنان، أو إلى الانتقال نحو منصات إعلامية تدفع “فريش دولار”، منهم الزميل بسام ابو زيد الذي ترك قناة ” LBCI” لينضم الى قناة ” الشرق” في دبي، وبعده زميلته في القناة نفسها ليال اختيار التي وقع اختيارها على قناة “الحرة”، التي سبقتها إليها ريما عساف.
ومن ثم غادر جاد غصن ” الجديد” وكان من المفترض أن ينضم الى محطة الشرق ” بلومبرغ ” قبل أن يشنّ ناشطون حملة ضده لمهاجمته السعودية قبل سنوات، ما أدّى الى الغاء العقد معه. كذلك غادرت جويل الحاج موسى ” الجديد” ايضاً الى ” الحرة” وبعدها الإعلامي طوني خليفة ، الذي انتقل الى ” صوت بيروت” و”LBCI”.
وتوالت الاستقالات في قناة المر أيضاً، فغادر جورج عيد “MTV” الى قبرص ، وبعدها قدمت ديانا فاخوري استقالتها لتنضم الى “بيروت سيتي” ، الّا ان مالك القناة قد توصّل معها الى حل يرضي الطرفين من خلال الاستمرار على شاشته و” بيروت سيتي” معاً.
كذلك يستعدّ الاعلامي وليد عبود الذي استُبدل بمارسيل غانم على قناة ” ام.تي.في”، لقديم برنامج جديد على ” بيروت سيتي”.
ولا ندري حتى موعد كتابة هذه السطور، من سيحزم امتعته ويغادر، بحثا عن راتب افضل و”الفريش دولار”.
اللافت هو انتقال الكثير من الاعلاميين الى “صوت بيروت” ، مشروع المنصة الاعلامية التي يدعمها رجل الأعمال بهاء الحريري، والتي تبث برامجها اونلاين.
وقد تم توقيع اتفاقية بين مدير المنصة جيري ماهر ومالك قناة “LBCI” بيار الضاهر، لبث برامجها على شاشة القناة، مثل برنامج ماريو عبود ” صوت الناس” وبرنامج رودولف هلال ” المواجهة” وبرنامج طوني خليفة “سؤال محرج”.
في اتصال مع ” احوال” يؤكد جيري ماهر أن ” المشروع الإعلامي لم يبصر النور حديثاً، بل انطلق في العام 2005 من بيروت ك”راديو”، ومن ثم تحوّل إلى منصة إعلامية لتغطية الأحداث اللبنانية.
ويوضح ماهر أنه ” في العام 2019 وتزامنا ًمع انطلاق ثورة 17 تشرين، التزمت بعض القنوات اللبنانية الصمت واعتكفت عن التغطية بعد أيام على انطلاق الثورة، ما دفع “صوت بيروت ” إلى تجهيز فريق عمل من مراسلين ومصوّرين لمتابعة كل مستجدات الثورة على الأرض، بحسب تعبيره. وكانت الخطوة الثانية برأيه “التوجّه نحو إعداد تقارير استقصائية وإعلان برمجة برامج جديدة “.
ويؤكد ماهر أن ” بهاء الحريري هو عراب هذا المشروع لكن لا يقتصر الدعم على الناحية المادية بل المعنوية أيضاً، لتستقطب المنصة الإعلاميين الأحرار والمستقلين” حسب ماهر، الذي يشير إلى أن المنصة ستُبث بعدد من اللغات الأجنبية ، رغم تركيزها الحالي على الوضع اللبناني، للحدّ من هجرة الاعلاميين الى الخارج بحثاً عن الدولارات الطازجة.
وعن علاقة بهاء الحريري بهذا المشروع الإعلامي يقول “هو يؤمن جداً بهذا المشروع ليكون صوت كل اعلامي حرّ وبنفس الوقت مشروع برّ الامان بالنسبة له”.